القلوب قبل الجدران:
القلوب قبل الجدران: حين كانت المودة تجمعنا
كانت لنا أيام جميلة عندما لم نكن نفرق بين الناس، كانوا جميعًا سواء في أعيننا وقلوبنا. أما اليوم، فقد تسللت إلينا التفرقة وتعلمناها دون أن نشعر، ولم يبقَ سوى قلة نادرة لا تزال تؤمن بالمساواة.
هذا العالم بات يشبه النار، سريع الاشتعال، مليء بالصور والتصرفات التي كنا نراها يومًا ما في القصص فقط. في الماضي، لم تكن المصلحة من تجمع الناس، بل المحبة الصادقة التي يصنعها القلب النقي.
أذكر جيدًا أحد جيراننا حين كان يحتفل بزواجه، في ذلك الزمن لم تكن هناك فواصل حقيقية بين البيوت، لكن في المناسبات، كانت تُفتح المعابر الصغيرة بين المنازل لتسهيل التنقل والمشاركة في الفرح، وكأنها أبواب من المحبة لا تُغلق.
كانت الأرواح آنذاك طيبة، نقية، أما الآن فكأنها اختبأت، تأثرت بما تراه في هذا العالم الغريب، في المسلسلات التي لا تنفع، وتغرس التباعد بدل التقارب.
كم نحتاج اليوم أن نعود لتلك الأيام، نكسر الفواصل من جديد، لا بالحجارة، بل بالمحبة والتسامح، ونمنح لبعضنا فرصة لنكون بشرًا بكل ما تحمله الكلمة من دفء وإنسانية.
**بقلم مزمل عثمان**
تعليقات
إرسال تعليق