بين الوطن والغربة... سؤال لم يجب عليه الزمن بعد

 

بين الوطن والغربة

منذ ذلك الوقت، لا أدري أيهما أصح: البقاء في الوطن، أم الغربة؟

الغربة... حتى هذه اللحظة، لا أستطيع أن أجزم بأنها أسوأ قرار اتخذته في حياتي. ورغم قسوتها ومساوئها، إلا أنها علمتني الكثير.

علمتني كيف أعتمد على نفسي. علمتني أن الناس ليسوا سوى أوراق تتساقط... منهم من يسقط من أول موقف، ومنهم من يتساقط بعد عدة مواقف، ومنهم من سقط منذ البداية دون أن أشعر.

تعلمت ألا أعلّق قلبي بانتظار شيء من أحد، وألا أتوقع ردّ الجميل، حتى ممن كنت لهم السند. تعلمت أن العطاء لا يعني شيئًا لدى من لا يقدّر، وأن من وقفت بجانبه بكل ما أملك، قد لا يبذل حتى القليل من أجلي.

لكننا أصبحنا أقوى... أصبحنا قادرين على مواجهة الحياة وحدنا. أصبح الآخرون يعتمدون علينا، بعد أن اعتدنا الاعتماد على أنفسنا.

ورغم ذلك... أقف أحيانًا وأسأل نفسي: هل كان كل ما حدث يستحق؟ أم أن البقاء في الوطن، حيث الحنان، والأمان، والدفء، كان أفضل؟

من خلال تجربتي، أدركت أن لا شيء يعوّض دفء العائلة... ضجيج الإخوة، والجلوس على صينية الطعام، وتبادل أطراف الحديث بعد يوم شاق من العمل... تلك اللحظات لا تُقدّر بثمن.

ويوم الجمعة... حيث اجتماع العائلة، وضحكات أمي، وأبي، وإخوتي... تلك اللحظات، هي أجمل، وأصدق، وأطهر من كل هذا الزيف الذي نراه في مجتمعات لا تعرف منّا سوى الظلال.

ورغم كل ما كتبت، فيني أمل... بأن اللقاء قادم، وأن الحنين لن يبقى وحده في قلبي.


💜✍️ بقلم: بت أيوب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

🖋️ حين يصمت القلب... تتكلم الذكريات

أمنية لم تكتمل...

"إلى أين نمضي؟"