كانت لنا أيّام... في أم القُرى

 

صورة تعبر عن الريف السوداني وبعض من صور الاشخاص الباعة

كانت لنا أيام في أم القُرى: حكاية وطن صغير ينبض بالحياة

في قلب ولاية الجزيرة، حيث تلتقي خضرة الأرض بطينها الناعم، هناك قرية صغيرة اسمها "أم القُرى". ليست مجرد قرية عادية، بل وطن صغير يجمع أرواحًا من كل حدب وصوب، يحمل بين زواياه دفءً وألفة لا يمكن وصفها بكلمات.

أم القُرى.. نبض الأرض وعبق الذكريات

كانت لنا أيام في أم القُرى، أيامٌ تعيشها في تفاصيلها كما لو كانت كتابًا مفتوحًا على مائدة الأحبة. بين سوق الماشية الذي لا يغلق إلا مع غروب الشمس، كانت الحياة تدب في كل ركن من أركان القرية. صف من الدكاكين الصغيرة، كل واحدة تروي قصة، كل واحدة تحكي عن يدٍ عملت بجد أو قلبٍ طيبٍ استقبل الآخرين بمحبة.

نساءٌ طيبات يبعن الشاي والقهوة، ورجالٌ يجهزون المحاصيل، ويدٌ تمتد لتقديم الطعام ببساطة تنبع من قلب البيت. كانت تلك الدكاكين الصغيرة ليست مجرد أماكن بيع، بل خزائن تخزن أجمل لحظات العيش، وتروي أساطير الأرض وثمارها.

سحر الخريف ودفء التراب

في الخريف، حين تتغير ألوان السماء، وتنتشر رائحة المطر في الأجواء، كان طين أم القُرى يحتضن الأقدام برقة وكأنك تنتمي إليه بكل جوارحك. الماء لم يكن صالحًا للشرب، "ما ترعة" كما نسميه، لكنه كان جزءًا من تلك الحياة التي تعلّمنا منها الصبر والرضا.

الناس في أم القُرى مختلفون، لكنهم يتحدون في صفاء القلب وكرم النفس. من كل أنحاء السودان جاؤوا، حاملين قصصهم وأحلامهم، لكنهم اتحدوا في هذه البقعة الصغيرة، ليصنعوا مجتمعًا يتخطى حدود المكان.

موسم الحصاد: حياة تعجّ بالحركة والأمل

حين يحل موسم الحصاد، تستيقظ القرية مبكرًا، تتدفق الأرواح للعمل والنشاط. رجال ونساء وأطفال، كل منهم له دوره في هذا النبض الجماعي. البعض يعمل في الحقول، البعض الآخر يختار الانتظار لصيد ف

تعليقات